الفرق بين شعر المهجر وشعر المنفى
يُعد شعر المهجر وشعر المنفى من أهم التيارات الأدبية التي ظهرت في الأدب العربي الحديث. ويجمعهما أن كلاهما يتناول موضوع الغربة، ولكن هناك بعض الفروق الجوهرية بينهما.
تعريف شعر المهجر
يُعرّف شعر المهجر بأنه شعر نظمه الشعراء العرب الذين هاجروا إلى أمريكا الجنوبية وأوروبا، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وقد هاجر هؤلاء الشعراء لأسباب مختلفة، منها:
- الاضطهاد السياسي: فقد هاجر العديد من الشعراء العرب إلى أمريكا الجنوبية وأوروبا هرباً من الاضطهاد السياسي الذي واجهوه في بلادهم، مثل الشاعر اللبناني جبران خليل جبران الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب معارضته للحكم العثماني.
- البحث عن فرص أفضل: فقد هاجر العديد من الشعراء العرب إلى أمريكا الجنوبية وأوروبا بحثاً عن فرص أفضل في الحياة، مثل الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان الذي هاجر إلى مصر بحثاً عن عمل.
خصائص شعر المهجر
يتميز شعر المهجر بمجموعة من الخصائص، منها:
- التأثر بالثقافات الغربية: فقد تأثر شعراء المهجر بالثقافات الغربية التي عاشوا فيها، وذلك من خلال استيعاب مفاهيمها وأفكارها ودمجها في شعرهم.
- التعبير عن الهوية العربية: رغم تأثر شعراء المهجر بالثقافات الغربية، إلا أنهم ظلوا يعبرون عن هويتهم العربية، وذلك من خلال استعادة التراث العربي والتأكيد على القيم العربية الأصيلة.
- التجديد في الشكل والمضمون: ساهم شعراء المهجر في تجديد الأدب العربي، وذلك من خلال استخدامهم لأشكال شعرية جديدة وتناولهم لموضوعات جديدة.
تعريف شعر المنفى
يُعرّف شعر المنفى بأنه شعر نظمه الشعراء العرب الذين اضطروا إلى مغادرة وطنهم لأسباب مختلفة، مثل الاحتلال أو الاضطهاد أو الحروب أو الفقر. وغالباً ما يعبر شعر هؤلاء الشعراء عن الحنين إلى الوطن والألم الذي يعانونه في الغربة، كما يعبرون عن آمالهم بالعودة إلى الوطن يوماً ما.
خصائص شعر المنفى
يتميز شعر المنفى بمجموعة من الخصائص، منها:
- الحنين إلى الوطن: وهو الشعور الذي يسيطر على شعراء المنفى، ويظهر في قصائدهم من خلال ذكرهم للأماكن والأشخاص والأحداث التي عايشوها في وطنهم.
- التعبير عن الألم: يعبر شعراء المنفى عن الألم الذي يشعرون به في الغربة، سواء كان ألماً بسبب الفقد أو الظلم أو الاضطهاد.
- الأمل بالعودة: يعبر شعراء المنفى عن أملهم بالعودة إلى وطنهم يوماً ما، ويظهر هذا الأمل في قصائدهم من خلال ذكرهم للوطن وجمالاته.
الفرق بين شعر المهجر وشعر المنفى
يمكن تلخيص الفرق بين شعر المهجر وشعر المنفى في النقاط التالية:
- السبب: يهاجر شعراء المهجر لأسباب مختلفة، منها الاضطهاد السياسي والبحث عن فرص أفضل، أما شعراء المنفى فيهاجرون لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
- المكان: يقيم شعراء المهجر في أمريكا الجنوبية وأوروبا، أما شعراء المنفى فقد يقيمون في أي مكان في العالم.
- الشكل والمضمون: يتميز شعر المهجر بالتجديد في الشكل والمضمون، أما شعر المنفى فيتميز بالتعبير عن الحنين إلى الوطن والألم والأمل بالعودة.
أمثلة على شعراء المهجر وشعراء المنفى
من أشهر شعراء المهجر:
- جبران خليل جبران: لبناني
- إيليا أبو ماضي: لبناني
- أمين الريحاني: سوري
- ميخائيل نعيمة: لبناني
ومن أشهر شعراء المنفى:
- أحمد شوقي: مصري
- محمود سامي البارودي: مصري
- نزار قباني: سوري
- صلاح عبد الصبور: مصري
أثر شعر المهجر وشعر المنفى
ترك شعر المهجر وشعر المنفى أثراً كبيراً على الأدب العربي، حيث ساهم في إثراءه وتطويره. كما لعب دوراً مهماً في إيقاظ الوعي الوطني لدى الشعوب العربية، وحثهم على النضال من أجل الحرية والاستقلال.